التقنيات الحديثة لاكتشاف امراض القلب
القسطرة التشخيصية الأفضل لاكتشاف الشرايين المسدودة
أحدث الاتجاهات الطبية في علاج القلب وانسدادات الشرايين والأساليب المتقدمة التي باتت الوسيلة الرئيسة لإنقاذ المرضى.
تطوير تقنيات جراحة القلب وفتح الشرايين حتى يعيش الإنسان دون خوف
حيث يلجأ معظم الأطباء إلى القسطرة التشخيصية لتحديد نسبة الانسدادات في الشرايين
هل تعتقد أنها الطريقة المثالية أم أن هناك طرقا أفضل أو بديلة يمكن للطبيب التعرف على حالة الشرايين والقلب؟
لماذا يفضل معظم الأطباء استخدام القسطرة التشخيصية على استخدام أجهزة أخرى مثل الـ إم آر أي أو سي تي أو غيرها من الأجهزة الحديثة المعروفة الآن؟ ـ
القسطرة هي وسيلة تشخيصية وعلاجية كما يمكن في الحقيقة استخدام أجهزة أخرى أكثر تطورا مثل الـ سي تي وأجهزة أخرى يمكن استخدامها لتشخيص حالة القلب والشرايين الملحقة بالقلب دون التسبب في أي ألم للمريض.
وتتوفر أيضا وسائل عديدة للعلاج رقم واحد لدينا ما يمكن أن نطلق عليه جهاز السي تي المخصص للتصوير المقطعي المتعدد
وتعد الآن من أفضل الوسائل التشخيصية الحديثة وهي وسيلة بديلة للعمل الجراحي في اكتشاف وضع القلب والشرايين التي تغذي القلب بالأكسجين دون الدخول إلى الجسم.
إلا أن القسطرة التشخيصية لشرايين القلب مهمة وفعالة للغاية فهي تمكن الطبيب المتخصص من الاطلاع على كافة الجوانب المحيطة بالقلب ووضع الشرايين بصورة دقيقة.
ولكن هناك طريقة غير مباشرة في مسح شرايين القلب مثل استخدام الجهاز سي تي حيث يمكن معرفة ما إذا كان القلب لا يتلقى الكمية الكافية من الأكسجين
كما هناك المسح النووي الذي يكشف للطبيب كيف تقوم عضلة القلب بأداء وظائفها كما هناك عملية المسح المقطعي سي تي التي تبين وضع الشرايين.
ولكن علينا الأخذ بعين الاعتبار أن القلب عضلة تتحرك سريعا وتغير مكانها بسرعة في كل ثانية ولذلك فلا يمكن فحص القلب وتلك الشرايين المتعلقة به بدقة إلا من خلال تصميم تقنية لآلة قادرة على التعرف على تصوير القلب بكل دقة للحصول على معلومات صحيحة حول القلب.
ولكن عندما نتحدث عن أحدث تقنية لتوفير معرفة دقيقة لوضع القلب والشرايين ينبغي عدم القفز فوق لتفضيل التقنيات الحديثة
لأنه ليس كل جديد يعني دائما أنه الأفضل والحقيقة فإن الأطباء يبحثون دوما عما يناسب المريض ويشعره بالراحة ولكن ذلك لا يعني أيضا أن كل شيء جديد هو الأفضل وينبغي القول إن هناك تقنيات جيدة وأفضل بينما تقنيات أخرى ليس لها ذاك المردود الجيد.
وبالنسبة لجهاز السي تي يمكن استخدامه لتحديد وتبيان وضع شرايين القلب ولكن مع كل ذلك فإن لتلك الأجهزة سقفا تشريحيا ولا يمكن استخدامها على سبيل المثال في فتح الشرايين المغلقة وكذلك رصد وضع الشرايين بصورة دقيقة
لأن سرعة نبضات القلب وحركته سريعة جدا وكذلك الشرايين التي تنبض بسرعة كبيرة ولذلك ليس كل المرضى يمكن فحصهم بهذه الطريقة فبعض المرضى يتسمون بنبض قلب سريع والبعض الآخر نبضه منتظم.
ولذلك يصبح من الصعب جدا الاعتماد على مثل هذه التقنيات في مسح وضع القلب وتصبح هذه التقنية مستحيلة كوسيلة تشخيصية ولذلك قد نلجأ أحيانا إلى إبطاء حركة القلب بطريقة اصطناعية وعلينا أيضا إنقاص حركة التنفس
في حين أن القسطرة التشخيصية تمنح الطبيب صورة مستقرة وثابتة يمكن الاستناد إليها في تبيين وضعية الشرايين وفي حين أن تقنية السي تي تظهر لنا كل الجسم وتظهر القلب كجزء من ذلك الجسم.
وفي كل الأحوال فإن تقنية السي تي تبين وجود اعتلال قلبي أو شرياني قلبي ولكن لا تبين بدقة وضعية الشريان المريض
وفي أفضل الأحوال يمكن لهذه التقنية أن تكشف وضع الشريان التاجي من الأعلى والأسفل ولكن في حال لم تكن الصورة واضحة فإنها لا تظهر وجود أي اعتلال ولا تبين ما إذا كانت الشرايين بحاجة إلى علاج أو تدخل جراحي كما لا يمكن تحديد درجة الإصابة مثل القسطرة التشخيصية وبدلا من ذلك فيتم القيام بعمليات فحص جديدة للتأكد من وجود إصابة.
من حيث التكلفة
في حال كانت التكلفة تلعب دورا فإن هناك وسيلة أخرى للفحص مثل التصوير بالأشعة السينية وهي أيضا قد تثير بعض الشكوك لأن الإشعاعات الصادرة عن هذا التصوير هي أكثر بخمس مرات من الإشعاعات التي يمكن التعرض لها نتيجة العمليات التشخيصية العادية أي المستخدمة في عمليات تركيب الشبكات.
مخاوف
غالبية الناس تخشى من مخاوف التعرض لجرعات كبيرة من الإشعاعات كما يخشون من علميات القسطرة التي يتم خلالها إدخال أنابيب ومواد غريبة إلى الجسم مع أنبوب القسطرة وخاصة وأن تلك المواد الغريبة ستبقى داخل الجسم باستمرار وتنبع تلك المخاوف من أن يؤدي إدخال تلك الأجسام الغريبة إلى الجسم إلى إلحاق تلفيات بالشرايين وهو ما يؤدي إلى حدوث مضاعفات.
ولكن في واقع الأمر فإن المخاطر الناجمة عن القسطرة التشخيصية لا تذكر فنسبتها لا تتجاوز واحد في الألف
وسببها ناتج عن الحساسية لدى المريض أو رد فعل رافض للجسم الغريب ولكن مثل هذه المخاطر لا تعادل تلك الناجمة عن الإشعاعات الصادرة عن أجهزة التصوير الطبقي.
والحقيقة أن المخاطر تتزايد على الجسم في حال التصوير الطبقي عندما يضطر الطبيب إلى القيام بتكرار التصوير في حال وجود خطأ في التصوير الأول والواقع فإنني في العادة ما أفضل كثيرا القسطرة التشخيصية على أي تصوير وفي القسطرة يمكن أن يمشي المريض بعد ساعة أو ساعتين على أقل تقدير.
والقصد أن المريض بعد القسطرة التشخيصية يمكنه أن يمشي فورا بعد ساعة أو ساعتين من انتهاء العملية ولكنني أستبعد العملية إذا كانت حياة المريض معرضة لنسبة عالية من الخطورة وبالمقابل ينصح بعدم اللجوء إلى التصوير الطبقي على قاعدة روتينية متكررة لأن ذلك يعرض المريض لجرعات عالية من الأشعة.